وجهة نظر‎

س : لماذا لا تستعمل هاتفا ذكيا
ج : بالنسبة لي الوظائف الرئيسية للهاتف المحمول هي : اجراء مكالمات ،حفظ ارقام الهواتف، ارسال رسائل نصية و كل هذا متوفر في هاتف عادي(غبي ان صح التعبير) و بموارد اقل و طاقة اقل و  تكلفة اقل من جهة اخرى فطبيعة عملي تستوجب  علي التعامل مع شاشة الحاسوب طوال اليوم واظن ان من حق جسدي علي ان يرتاح لبقية اليوم من التعرض لهذه الشاشات و اظن ان هذا هو حال العديد من الناس خصوصا اصحاب الوظائف العصرية
س : الهاتف الذكي يوفر ميزات اخرى خصوصا التواصل 
ج : هذا هو صلب الاشكال ، الهاتف المحمول عموما و الهاتف الذكي على وجه الخصوص يخلق لدى المرء نوعا من الارتباط القوي او بصيغة اخرى نوع من التقييد اي عدم التحرر، حتى اصبحت ملازمة هذا الجهاز بشكل مستمر امرا عاديا جدا بل ان النظر في شاشته بشكل دوري كل بضع دقائق اربما ثواني اصبح من المسلمات، كما ان تتبع مستوى الطاقة في بطاريته اصبح لدى الكثير اهم من تتبع احوال صحته ، لذلك فقرار التخلي عن الهاتف الذكي هو مرحلة اولى في طريق التحرر من قيود هذا الجهاز، على الاقل هناك تحرر من غارات و تدفق كم هائل من المعلومات الواردة من وسائل التواصل الذكية ، و تحرر من ظغط  مستوى الطاقة في البطارية 

س : هل هذا التحرر بهذه الاهمية التي تجعلنا نستغني عن ميزات الهواتف الذكية؟
ج  :  هذه الاهمية تختلف من شخص لاخر، بالنسبة لي ثقافة التحرر تكتسي اهمية اكبر في علاقتها بتربية الابناء، فمثلا من غير المعقول اننا نطالب ابناءنا بالتحرر من مشاهدة الرسوم المتحركة و الافراط في ذلك او قضاء وقت طويل امام اجهزة العاب الفيديو في الوقت الذي لا نستطيع فيه نحن التخلي  عن هواتفنا الذكية او على الاقل التخلي عن  متابعة رسائل الاصدقاء في الفيسبوك و واتساپ وجمايل لحظة بلحظة.
س : قلت ان هذه خطوة اولى ماهي الخطوة  الثانية ؟
ج  : نعم الخطوة الثانية بعد التحرر من الهاتف الذكي هي التحرر من ملازمة الهاتف ، هي التحكم في اوقات استعماله ، هي ان يصبح الخروج من المنزل دون هاتف امر جد عادي بل ان يصبح هو الاصل ان يصبح استقبال او اجراء اتصالات محدودا في الزمن و في اوقات معينة من اليوم و ان لا يكون على حساب الحياة الشخصية ، ان اصبح من يتحكم في برمجة استعمال الهاتف لا ان يصبح هو من يتحكم في برمجة يومي بمواعيد و اتصالات اتلاقاها في اخر اللحظات ، بعد ذلك سيكون المرور الى هاتف تابث 
س : العزوف عن وسائل التواصل الاجتماعي الا يعني العزلة ؟
ج : هي بالاحرى وسائل التنافر الاجتماعي او الانعزال الاجتماعي، هي افتراضيا للتواصل لكن فعليا و حقيقيا للانعزال، عندما يصبح الاب رغم الحضور الجسدي في المنزل في تواصل مع اصدقائه يتحدتون حول مواضيع السياسة و الكلاسيكو و انتقال اللاعبين ، و الام في تواصل مع صديقاتها حول مواضيع الطبخ و اللباس و الصحة و الابنة المراهقة مع زميلاتها حول الموضة و المشاهير و الطفل مع زملائه حول العاب الفيديو تنشأ حقا عزلة وسط البيت عزلة بين المجموعات  الجتماعية، بين  الاجيال، قطيعة مع تناقح و تدافع الثقافات بين مختلف الاجيال، اي نهاية استمرارية الارث الثقافي و الاجتماعي و استبداله بالتنميط السفيه، وهذا يشتد للاسف بسبب توفر هذا الجهاز في متناول اليد في كل وقت و ملازمته للجيب ، و  قد يتعجب البعض عندما يعرف ان الاب الروحي للوحات الالكترونية مؤسس شركة إبل ستيڤ جوبس لم يستعمل ابناءه قط هذه اللوحات كما انا بيته  يخلو تماما منها كما صرح هو بذلك في 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Rérférence

بداية الحكاية